إعتذر خجول زبيدة المغربي

" إعتذار خجول"

أنا أعـتـذر
لأنني أسخط واتبعثر بين الحين والآخـر
ولأن البؤس صفة ملازمة لي
لأن أشـرعة حلمي تقطعت قبل أن أبلغها
ولأنني شـعرتُ بالوحـدة متناسـية وجودك البهي
وتـذمرت من الحـياة وأنتِ فـيها
أعتـذر
كونـي كبرتُ ولم أعـد أحادثك عما يجول في خاطري الحـزين
وكوني أشـعر أنني عبى علـيك
وكونـي جبانا لايـقدر على الاعـتراف أمام عظيـمة مثلك
أعـتذر
كونـي أتـخذ من غرفتي وفـراشـي مرجعا لحزني أبكي بين أحضانهما سـرا،بعيدا عنكِ وعن كل الأصـدقاء ثم أمحو من على ملامحي آثار البكاء  وأخبـرك أنني بـخير
أعتـذر
لأن الوحـدة هـي كنيويتي
ولأن المزاجـية هي حياتي
لأني أتمرغ بقاع السخط على عكس تربيتي
ولأن كل ماأرغب بهِ موجودا لكنني لستُ سعيـدة
لأن قلبي ينزلق في شهواته متناسيا وصاياك أللا محـدودة
ولأنني أندفع سـريعا وأصب على أشيائي كامل صـدقي ثم أرجع إليكِ في كل مرة لتضمدي جرحـي فتداوي قلبي النازف بكل حب
ولأنه كلما انكسر قلبي رفعت صوت الموسيقى كي لاتسمعين
أعتذر
كون الهموم أثقلت كاهلي
وكوني شخص يؤرقه التذبذب
ولأن المراوغات لاتـروق لي
ولأنني أكثر جـدية من عمـري
أعتذر
لأنني أتلعثم ولا أجـيد الفصاحة عندما أكتب عنكِ
لأنكِ كلاسيكية في الجمال بيـنما أبدو منطفئاً
لأنكِ حائط أمان بينما الخـوف يهشـم روحـي
ولأنكِ تبتسمين حتى لو كنتِ في خنـدقا من الأحزان بينـما ثغـري يبهت سـريعا
أعتـذر
كون مفـهوم الخـصوصـية طُبق عليكِ إيضـا
لـكنني أخجل منكِ
وأتمنى لو أفرش لكِ صـدري أمام سجادة صلاتك وتخـبرين الله عنـي
وتمسـحين على قلبي الأعمى بدفى يديكِ فيـرتـد بصـيرا
وأن تتمتمـين ببعض الآيات القرآنـية وأنتِ تلعبين بخصلات شعري وأشـعر أنني طفلة الأمس لاعجـوز اليـوم
أعتـذر ياأمـي
ولايخامرنـي أدنى شـك أنك من تستحـقين الإعـتذار لاسواكِ
.....
زبـيـدة الـمغـربـي