الثلاثاء، 28 يوليو 2020

نِعْمَ الصُّدَاٰحُ بقلم الاستاذ بسام قبيطر

نِعْمَ الصُّدَاٰحُ ..

سُبْحَاٰنَ مَنْ خَلَقَ الْجَمَاٰلَ وَصَوَّراٰ
وَحَبَاٰكِ مِنْ حُلَلِ الْجَلَاٰلِ الْأَنْضَراٰ

سُبْحَاٰنَهُ أَمْضَى الْكَمَاٰلَ مُسَخَّرًا
لَكِ يَجْتَنِي مِنْكِ النُّضَاٰرَ الْأَبْهَراٰ

أَعْطَىٰ لِهَذَا الْكَوْنِ قَبْسَةَ نُورِهِ
وَلِنُورِ زهْوِكِ شَاٰءَ شَطْرًا أَكْبَراٰ

ضَوَّأْتِ فِيَّ الْعُمْرَ حُبَّ كَراٰمَةٍ
فَإِذَا الصَّبَاٰبَةُ جَوْهَرٌ لَاٰ يُشْتَرىٰ

وَلَأَنْتِ فِي الرُّوحِ اصْطِفاٰءُ مَشَاٰعِرِي
إنْ هَلَّلَ الْعِشْقُ اشْتِياٰقِي كَبَّراٰ !!

قَدْ رُمْتُ مِنْ فَرْطِ التَّوَلُّهِ وَالْجَوَىٰ
وِرْدَ اللِّحَاٰظِ، فَأَمْطِرِي مُسْتَمْطِراٰ

هَلْ تَمْنَحِينَ الْقَلْبَ يَرْجُو سُقْيَةً
مِنْ شَهْدِكِ السَّلْسَاٰلِ، يَاٰ طِيْبَ الْقِرىٰ !!

حَيَّتْكِ رُوحِي بالْحَفَاٰوَةِ صَابَهَاٰ
لَحْظُ الظُّبَىٰ سَهْمًا كَحِيلًا أَحْوَراٰ

إِنِّي اشْتَهَيْتُ القَطْرَ يا عَيْنَ الجَداٰ
يَاٰ نَبْعَةً لِلطُّهْرِ، تَرْفِدُ أَبْحُراٰ

مَاٰ كُنْتُ أُدْرِكُ مَاٰ رِوَاٰيَاٰتُ الْهَوَىٰ
حَتَّىٰ رَوَيْتِ الرُّوحَ مِسْكًا أَذْفَراٰ

يَاٰ سَاٰئِلًا عَنْ لَوْعَتِي وَصَبَاٰبَتِي
إِنَّ التَّوَلُّهَ لَاٰ يُطِيقُ تَنَكُّراٰ

حَاٰوَلْتُ طَيَّ حِِكَاٰيَتِي لٰكِنَّنِي
تِهْتُ ارْتِقَاٰءً وَانْطَلَقْتُ تَخَيُّراٰ

لَاٰ تَعْجَبُوا إِنْ قُلْتُ إِنِّي حَاٰئِرٌ
أَطْوِي الْأَبَاٰطِحَ مُسْهَدًا مُتَحَيِّراٰ

أَسْتَنْزِفُ التَّرْحَاٰلَ هَاٰمَتْ خُطْوَتِي
أَهْفُو إِلَيْكِ، فَهَلْ إِلَىٰ أَنْ أَعْبُراٰ ؟!!

أَنَا تَاٰئِهٌ فِي الدَّرْبِ خُضتُ مَسِيرَتِي
حَسْبِي أُغَاٰثُ منَ الْغَوَىٰ، فَتَجَبَّراٰ

إِذْ لَيْسَ قَلْبٌ فِي الْفُؤاٰدِ لِغَيْرِهَاٰ
لَاٰ، كَيْفَ لِي أَنْ أَرْتَضِي مُتَجَبِّراٰ ؟!!

أَحْبَبْتُ حَتَّى الصَّدَّ في إِعْرَاٰضِهَاٰ
إِنَّ الْجَوَىٰ صِنْوُ النَّوَىٰ مُتَبَلْوِراٰ

يَاٰ زاعِمًا فِي الْوَجْدِ رَجْعَ مَذَلَّةٍ
قَدْ سُقْتَ جَهْلًا مِنْ ضَلٰالٍ مُفْتَرىٰ

لَوْلَاٰ نَسِيمُ الْعِشْقِ، قُلْ ذُلُّ الْجَوَىٰ
مَاٰ طَاٰبَ عَيْشُ الْعاٰشِقِينَ وَأَثْمَراٰ

أَهْدَتْ لَنَا الأَحْلَاٰمُ مِنْ طِيبِ النُّهَىٰ
مَاٰ يَمْلأُ الدُّنْيَا افْتِرَاٰرًا مُزْهِراٰ

أَرْخَتْ عَلَى الْعُشَّاٰقِ آٰيَاٰتِ الرُّؤىٰ
فَاسْتَوْثَقُوا مِنْهَا الْوَشَاٰئِجَ وَالْعُرَىٰ

إِنْ طُفْتُ فِي سَرْحِ الْخَيَاٰلِ مُبَاٰهِيًا
أَجِدِ الْحَقِيقَةَ أَيْقَظَتْ دَاٰعِي السُّرَىٰ !

فَمَضَيْتُ أَجْلُو لِلْغَضَاٰرَةِ مَوْعِدًا
أَسْرِي عَشِيًّا رَاٰئِحًا وَمُبَكِّراٰ

فَنَكَأْتِ ثَوْبًا كَاٰنَ يَلْبَسُهُ الدُّجَىٰ
وَتَسَلَّلَ الطَّيْفُ النَّضَاٰ عَنِّي الْكَرَىٰ

ثُمَّ اسْتَفَقْتُ مُناجِيًا أَلَقَ الصَّباٰ
بَيْنَاٰ أُراوِدُ طَيْفَهَا المُتَبَخْتِراٰ

وَطَفِقْتُ مِنْ وَلَهِي أُعَاٰنِقُ وَحْدَتِي
وَالطَّيْفُ سُكْرُ الْوَاٰلِهِينَ لِمَنْ دَرَىٰ !!

فَاسْتَصْرَخَتْ نَفْسِي الدَّلالَ فَرَدَّنِي
وَكَبَاٰ صَهِيلُ يَرَاٰعَتِي وَتَكسَّرَاٰ

إِنِّي ظَنَنْتُ الطَّرْفَ يُومِئُ بِالرِّضَىٰ
لَمَّاٰ تَرَاٰءَىٰ قَاٰهِرًا مُسْتَكْبِراٰ

فَالسِّحْرُ في طَرْفِ الْحَبِيبَةِ طَلْعُهُ
كَالتِّيهِ، يَرْحَلُ في الجُفُونِ مُبَعْثَراٰ

أَخْطَأتُ لَمَّاٰ مِنْ جُنُونِي خِلْتُهَاٰ
أَصْغَتْ لِخَفْقِ النَّبْضِ، ضَجَّ مُكَدَّراٰ

أَطْلَقْتُ وَعْدِي لِلزَّمَاٰنِ تَوَلُّهًا
لَنْ أَبْخَسَ الْعِشْقَ الرَّبِيعَ المُثْمِراٰ

وَزَّعْتُ ذَاٰتِي وَانْتَشَرْتُ فَدَيْدَنِي
رَأْدُ الْهَوَىٰ هَبْنِي نَهِلْتُ الْأَدْهُراٰ

قَدْ زاٰحَمَتْ قَلْبِي وَرُوحِي فِي الْحَشَاٰ
لَنْ أَرْتَضِي مِنْهَا الْبِعادَ مُكَرَّراٰ

هِيَ آٰيَةُ الْبَاٰرِي تَعَاٰلَىٰ جَدُّهُ
مَاٰ شَاٰءَهُ الرَّحْمٰنُ كَاٰنَ مُقَرَّراٰ

مِنْهُ الْمَواٰهِبُ فِي الرَّزاٰنَةِ وَالصِّبَاٰ
وَلَهَاٰ كِلَا التَّاٰجَيْنِ شَاٰءَ وَقَدَّراٰ !!

يَاٰ واٰحَتِي فِي الْعَاٰلَمِينَ وَجَنَّتِي
أَنْتِ الدَّواءُ لِعِلَّتِي أَنْ أُهْدَراٰ

إِنْ قِيلَ عَنِّي قَدْ سَلَوْتُكِ مَرَّةً
فَتَبَسَّمِي مِنْ هَمْزِ مَشَّاٰءِ الْفِرَىٰ

مَاٰذاٰ أَقُولُ لِلَوْعَتِي وَلَواٰعِجِي
تَاٰقَتْ تَرَى الْآٰلاٰمَ عُمْرًا أَخْضَراٰ ؟!

أَنْتِ الدُّمُوعُ الْوَاٰكِفَاٰتُ سَجَمْتُهاٰ
سُقْيًا لِنَهْلَاٰتِ الْهَوَىٰ، فَتَجَذَّراٰ

قُومِي وَصُوتِي عَاٰلِيًا مِلْءَ الدُّنىٰ
صُوتِي أُحِبُّكَ فِي حُشَاٰشَاٰتِ الْوَرَىٰ

إنِّي اشْتَهَيْتُ الْوَصْلَ يُزْهِرُ سُنْدُسًا
وَاشْتَقْتُ يَاٰ مَغْنايَ حِضْنًا سُكَّراٰ

هَلْ تَسْمَعِينَ أَضاٰلِعِي وَشَهِيقَهاٰ ؟!
تِرْياٰقُ عُمْرِي أَنْتِهِ، كَيْ أُجْبَراٰ

لَاٰ لَسْتِ آٰلًا مِنْ سَراٰبٍ عَاٰثِرٍ
سُبْحَاٰنَ مَنْ خَلَقَ الْجَمَاٰلَ الْأَطْهَراٰ

لَوْ قُلْتُ طُولَ الْعُمْرِ إنِّي عَاٰشِقٌ
نِعْمَ الصُّدَاٰحُ بِهِ اللِّسَاٰنُ تَعَطَّراٰ

بَوْحٌ يَتُوهُ عَلَى لِسَاٰنِ مُتَيَّمٍ
لَمْ يَرْضَ مَكْرًا فِي الْغَرَامِ وَلَاٰ مِراٰ

يَصْحُو عَلَىٰ سَغَبِ الْهَوَىٰ مُتَعَفِّفًا
وَيَبِيتُ فِي بَطْنِ الْجَوَىٰ مُتَضَوِّراٰ

مَاٰ كَاٰنَتِ امْرَأَةٌ تُرَاٰوِغُ عَاٰشِقًا
لَوْ أَنَّهُ أَبْدَىٰ لَهَاٰ مَاٰ أَنْكَراٰ

مَنْ ذَاٰ يُوَفِّي دَمْعَةً مُهْرَاٰقَةً
هَطَلَتْ تُجِيرُ الْمُسْتَهَاٰمَ فَيُؤْجَراٰ ؟!

سَأَصِيحُ إِنِّي عَاٰشِقٌ مُتَوَلِّهٌ
مَاٰ خُطَّ حَرْفٌ فِي الْغَرَامِ وَسُطِّراٰ !!

لَاٰ يَاٰ مَلَاٰكِي، لَاٰ تَلُومي صَبْوَتِي
أَنْتِ الشُّمُوسُ فَعَتْمُ لَيْلِي أَبْصَراٰ

أَنَا إِنْ عَشِقْتُ، فَلَيْسَ ثَمَّةَ غَاٰيَةٌ
لٰكِنَّ عُمْرِي فِي بَهَاٰئِكِ أَبْحَراٰ

فَرَحَلْتُ عَنْ أَمْسِي، فَأَمْسِي قَاٰحِلٌ
وَإِلَىٰ شَوَاٰطِيكِ انْتَهَيْتُ مُخَدَّراٰ !!

فَمَخَرْتُ بَحْرِي، إِنَّ بَحْرِي هَاٰئِجٌ
وَنَدِيمُ قَلْبِي عَصْفُ مَوْجٍ سُعِّراٰ

وَيْحِي فَأشْرِعَةُ الْغَرَامِ تَأَجَّجَتْ
وَكَأَنَّ بَحْرِي مِنْ لَظَاٰكِ تَسَجَّراٰ !!

إِنِّي أُنَاٰجِي الْبَحْرَ، لَاٰ لَاٰ تَرْحَلِي
سَاٰمَرْتُ مَوْجِي، كَيْ جَمَاٰلَكِ أَسْبُراٰ

وَخَلَعْتُ ذَاٰتِي، وَاعْتَمَرْتُ بِكِ الرِّضَىٰ
فَإِذَاٰ خَوَاٰءُ الرُّوحِ بَاٰتَ مُعَمَّراٰ !!

وَنَسَلْتُ نَفْسِي مِنْ مَفَاٰزَةِ وَحْدَتِي
وَنَضَوْتُ عَنْ نَفْسِي مَدَاٰهَا الْمُقْفِراٰ

فَمَضَيْتُ تِيهًا، وَاحْتَسَيْتُكِ خَمْرَةً
فَإِذا صَدَى الصَّهْبَاٰءِ صَاٰحَ مُزَمْجِراٰ !!

رَبَّاٰهُ فَاغْفِرْ لِي حُمَيَّاٰ حُبِّهاٰ
هَاٰ إِنَّنِي ثَمِلٌ عَسَىٰ أَنْ تَغْفِراٰ ؟!!

مَاٰ لِي أَذُوْبُ أَرَىٰ كِيانِي سَاٰهِمًا
مِنْ ذَا الْجَمَاٰلِ ازْدانَ ضَوْعًا أَيْسَراٰ

مِنْ أَيْنَ أَسْلَسْتِ الْحَلاٰوَةَ كُلَّهَاٰ ؟!!
تَبْكِي الدَّرَاٰرِي مِنْ ضِياٰكِ تَحَسُّراٰ

وَجَلاٰلُ حُسْنِكِ لَاٰ يُبارحُ خَاٰطِرِي
هَيَّا اجْرَحِي وَتَرِي لِأَغْدُو أَشْعَرَاٰ

هٰذِي الْقَوَاٰفِي الشَّاٰرِدَاٰتُ نَظَمْتُهاٰ
مِنْ سِحْرِكِ الْغَيْداقِ عَزْفًا أَنْوَراٰ

هَلْ أَنْتِ مِنْ بِدْعِ الْخَياٰلِ وَنَسْجِهِ
أَمْ كُنْتِ حُلْمًا فِي التَأَلُّقِ "مُبْهِراٰ" ؟!!

أَبْصَرْتُ مِنْكِ الْقَدَّ مَاٰسَ مَلٰاحَةً
دُوسِي اخْتِيالًا مَا اسْتَطَعْتِ تَمَخْطُرَاٰ !!

وَاهْمِي عَلَىٰ مَاٰئِي، فَمَاٰئِي ظَاٰمِئٌ
أَجْريْتِ دَمْعَ الْقَلْبِ نَهْرًا كَوْثَراٰ

ثُمَّ انْسُجِي لِي مِنْ لِحَاٰظِكِ بُرْدَةً
حَاٰشَاٰ لِمَنْ يَخْطُو بِهَاٰ أَنْ يَعْثُرَاٰ

هٰذِي الْعُيُونُ مَتَى اعْتَنَقْتُ ضِيَاٰءَهَاٰ
نِعْمَ الْقِلادَةُ سِرُّها يَطْوِي الثَّرَىٰ !

تَجْتَاٰحُنِي طَيْفًا وَتَغْشَىٰ خَاٰفِقِي
فَتَطِيرُ رُوحِي فَوْقَ أَطْبَاٰقِ الذُّرَىٰ

لَاٰ مَا اسْتَطَبْتُ الْعَيْشَ إِلَّاٰ عِنْدَمَا
اسْتَوْصَىٰ بِكِ الْقَلْبُ الْهَناءَ مُبَشِّراٰ !!

أَنَا قَدْ أَوَيْتُ إِلَىٰ "رُمُوشِكِ" لَاٰئِذًا
وَبِهَا اعْتَصَمْتُ فَيَاٰ وَضَاٰءَةَ مَاٰ أَرَىٰ !!

يَاٰ مُقْلَتَيْهَاٰ أَلْهِبِي سُهْدِي لَظًى
كَيْ أَصْطَلِي دِفْئًا جَوَاٰهَا الْمُسْكِراٰ

ثُمَّ انْقُشِينِي فِي كِتَاٰبِكِ بَهْجَةً
تَنْدَاٰحُ فِي وَعْدِ اللِّقَاٰءِ تَعَطُّراٰ

يَاٰ مُهْجَةَ الْقَلْبِ الَّتِي مِنْ خَطْوِهَاٰ
تُسْبَى الدُّرُوبُ وَتَسْتَفِيضُ تَأَثُّرَاٰ

لَاٰ لَيْسَ فِي عَيْنِي لِغَيْرِكِ طَرْفَةٌ
يَكْفِي عُيُونِي مِنْ نُضَاٰرِكِ مَاٰ تَرَىٰ

وَإِلَىٰ غُصُونِكِ مِنْ هَوَاٰيَ تَحِيَّةً
هَتَفَ الْفُؤاٰدُ بِهَاٰ وَشَعَّ تَنَضُّراٰ

لَاٰ لَسْتُ أَعْبَأُ بِالظَّلَاٰمِ وَكُحْلِهِ
مِنْكِ الْمَنَاٰئِرُ طَاٰلَمَاٰ كَرْبٌ عَرَاٰ

مَاٰ أَكْرَمَ الْخَلَّاٰقَ جَلَّ جَلَاٰلُهُ
فَسَنَاٰءُ وَجْهِكِ فِي الدَّيَاٰجِي أَقْمَراٰ

آٰتَاٰكِ مِنْ آٰيِ الْأُلُوهَةِ بَسْمَةً
مَاٰ يَسْتَرِقُّ مِنَ الْأَنَاٰمِ الْأَكْبَراٰ

أَقْرَرْتُ أَنِّي مِنْ سِوَاٰكِ مُضَيَّعٌ
فَاسْتَنْصَرَتْ رُوحِي حَلٰاكِ الْمُسْفِراٰ

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *