الأربعاء، 26 أغسطس 2020

برنامج الأسرة والمجتمع 16 إعداد مروان الشرعبي

*برنامج الأسرة والمجتمع*
*الحلقة السادس عشر*
___________________

*طفلي يتقصد إزعاجي... كيفية التعامل مع الإزعاج المقصود من الأطفال*

*المحتويات*

*أسباب قد تدفع الطفل لإزعاج أهله بشكل مقصود*

*_صفات وخصائص الطفل المزعج لوالديه*

*_أشكال ووسائل الأطفال في إزعاج الأهل*

*_التعامل مع الطفل الذي يزعج والديه عمدا*

____________________

"دائماً ما يستيقظ عندما أخلد للنوم ويطلب شرب الماء أو الدخول للحمام مراراً وتكراراً، أو قد يبكي ويقول أنه يريد أن ينام أو يأكل ونحن في الطريق أو في السوق، لا أعرف ماذا يجب أن أفعل مع طفلي أشعر وكأنه يتقصد إزعاجي".
هل بالفعل يتقصد بعض الأطفال إزعاج ذويهم؟ الحقيقة أنه فعلاً في بعض الأحيان قد تصل تصرفات الأطفال المزعجة ذويهم إلى حد الاستشاطة غضباً أو الشعور بالضجر بل وحتى الاكتئاب في بعض الحالات، ولكن أن يكون هذا الإزعاج مقصوداً هو ما سوف نحاول تحليله في هذا المقال.

● *_أسباب قد تدفع الطفل لإزعاج أهله بشكل مقصود*
__________

إذاً لماذا قد يلجأ الطفل إلى تعمد إزعاج والديه وهل له غايات معينة من ذلك كأن ينتقم من شيء ما مثلزاً، بالنظر إلى أطفالنا من جهة وإلى تصرفاتنا عندما كنا أطفالاً من جهة أخرى يمكن أن نلتمس بعض الحقائق المتعلقة بهذا الأمر، بالتالي نتعرف على بعض الدوافع التي قد تسبب تقصد الطفل إزعاج والديه، فمثلاً:

*الإهمال العاطفي:*
لا يمكن إغفال ما للتواصل العاطفي بين الأطفال وآبائهم من أهمية على مستوى استقراهم العاطفي والنفسي والانفعالي، وما قد ينتج عن هذا الإغفال من آثار نفسية متعددة الجوانب على شخصية الطفل، فعدم الاهتمام بمشاعر الطفل وعواطفه في كثير من الأحيان قد يؤدي لأن يبحث الطفل عن جميع الوسائل التي من شأنها جذب انتباه والديه نحوه واهتمامهم بها، حتى ولو كان ذلك عن طريق التسبب المقصود بإزعاجهم وإتعابهم.

*إزعاجات الأطفال ومشاعر الغيرة:*
في كثير من الأحيان قد تتحكم الغيرة في سلوك الكبار وتجعلهم يقومون بتصرفات مختلفة عن طباعهم وشخصياتهم، فكيف عندما نتحدث عن أطفال صغار يريدون كل شيء لهم ولم يدركوا بعد مفاهيم الحقوق والواجبات، ولهذا فإن الطفل عندما يشعر بالغيرة قد يقوم بأي شيء بغية التخلص من موضوع هذه المشاعر مهما كانت نتائج تصرفاته.

*الدلال الزائد:*
الطفل المدلل بشكل مبالغ فيه من قبل ذويه لن يلقى دائماً نفس المعاملة التي اعتادها، سواء عند تعامله مع أشخاص غرباء لا يسايروه أو عندما يكبر ويتوقف والديه عن المبالغة في دلاله، وهو بهذه الحالة يرى أنه قد فقد المكانة التي كان يتمتع بها حيث كل من كل حوله يريد تحقيق رغباته وحاجاته، فيلجأ لإزعاج كل من حوله والتصرف بطريقة سيئة بهدف إجبار الآخرين على الرضوخ لرغباته وخاصة ذويه.

*النكوص:*
وهي من الحالات الأكثر شيوعاً حيث يلجأ الطفل للقيام بتصرفات أصغر من سنه اعتاد الحصول على ما يرغب عند القيام بها في مرحلة سابقة من حياته، وهذه الحالة تسبب الإزعاج للأهل كون الطفل قد يقوم بتصرفات غير مقبولة كالتبول في فراشه أو المبالغة في البكاء واستجداء التعاطف.

*الإحباط وخيبة الأمل:*
وهذه أيضاً تعتبر من الحالات الأكثر انتشاراً كأن يقدم  الأهل وعداً ما للطفل ولا يحققونه عندما يحين موعده، بالنسبة للأهل قد يكون هذه الوعد بهدف الوصول لغاية معينة يريدونها من الطفل أما بالنسبة له فقد ينتظر هذا الوعد بفارغ الصبر ويبني آمالاً عليه، وحين يحين موعده ولا يتحقق فالنسبة له هذا يسبب صدمة وخيبة أمل لا يمكنه التعبير عنها إلا من خلال إزعاج والديه كنوع من الانتقام أو إشعارهم بالذنب.

*● أشكال ووسائل الأطفال في إزعاج الأهل*
_____________

الطرق التي يلجـأ فيها الطفل لإزعاج والديه متعددة ومختلفة بحسب طبيعة كل طفل وثقافته وعمره وجنسه وحتى وضع أسرته الاجتماعي أو الاقتصادي، ولكن يوجد بعض أساليب الإزعاج التي يمكن اعتبارها الأكثر انتشاراً وشيوعاً بين معظم الأطفال، والتي من الضروري معرفتها بغية التنبؤ بها وتوقعها قبل حدوثها، لتحديد الطرق الأفضل للتعامل معها:

*كثرة البكاء والصراح بهدف لفت الانتباه:*
وهذه الحالة تترافق غالباً مع بعض الأسباب العاطفية كشعور الطفل بالإهمال العاطفي من قبل ذويه أو شعوره بالغيرة أو فقدان مكانته لسبب ما، فيلجأ لهذه الطرق بدافع استجداء التعاطف وتقديم نفسه على أنه مظلوم ويجب الانتباه له والاهتمام به.

*لا يعجبه شيء:*
حيث نجده يرفض كل ما يقدم له سواء من طعام أو لباس أو حتى ألعاب أو الخروج في نزهة وفي بعض الأحيان نجده يطلب أشياء غير موجودة وغير متوفرة كأنواع معينة من الأطعمة في أوقات متأخرة من الليل، وذلك بطرق قد يراها الأهل تعجيزية في بعض الأحيان، وهو لا يهدف من ذلك لشيء سوى إشعار ذويه بالعجز وإزعاجهم.

*يرغب دائماً في إشغال ذويه:*
عن طريق رفض الذهاب إلى النوم في مواعيده مثلاً فتجده يتحجج بالذهاب إلى الحمام أو الجوع أو شرب الماء أو الخوف من العتمة والكثير من المبررات الأخرى التي يهدف من ورائها لعدم تلبية ما يطلب منه أو التمرد على رغبات ذويه.

*لا يسمع الكلام ويفعل عكس ما يطلب منه:*
وهي بالنسبة له شكل من أشكال التحدي فالطفل ولدوافع عديدة قد يرغب في تحدي السلطة المتمثلة بأبويه، فعندما ينهى عن شيء ما نجده يقوم به بشكل مقصود وعندما يطلب منه شيء ما أيضاً نجده يرفض القيام به بشكل قاطع، وكأنه يقول أنا أفعل ما يحلو لي.

*● التعامل مع الطفل الذي يزعج والديه عمداً*
____________

من جهة فإن الطفل هو أغلى ما في الوجود بالنسبة لوالديه، وهذا يفسر الحساسية في التعامل معه وخاصة في الأمور العاطفية والتربوية، ومن جهة أخرى فإن مشكلة إزعاجه المتعمد لوالديه هي مسألة لا يمكن إهمالها لما تسببه من توتر لديهم وربما حالات اكتئاب في بعض الأحيان.

ولذلك من الضروري وجود بعض الطرق التي تساعد في التخفيف من هذه المشكلة ومن شأنها علاج أسبابها:

*الموازنة في طريقة التربية بين الثواب والعقاب:*

حيث أن الاعتماد على العقاب وحده ودون أسباب ومسوغات كافية وبشكل مبالغ فيه قد يخلق لدى الطفل مشاعر سيئة تجاه أهله مثل عدم الاحترام أو بعض الأفكار الانتقامية، وعلى غرار ذلك فإن المبالغة في إثابة الطفل على كل أفعاله دون مبرر تعتبر نوع من الدلال الزائد وشعور الطفل بنقص هذا الدلال فيما بعد سوف يولد لديه مشاعر استياء واحباط، وفي الحالتين قد يلجأ الطفل لإزعاج ذويه سواء للانتقام أو التعبير عن الانزعاج.

*التقرب من الطفل وفهم مشاعره:*

فمن شأن بناء علاقة جيدة بينن الطفل ووالديه أن يزيد من الألفة والمودة بينهم وتكوين أفكار وعواطف إيجابية لدى الطفل حول والديه، ويحصل هذا من خلال مشاركته ألعابه ومساعدته في علاج مشاكله والحديث معه حول أفكاره، فكل هذا سوف يشعر الطفل معه بوجود صداقة بينه وبين والديه.

*تحاشي إشعاره بالغيرة أو عدم الاهتمام به:*

من أكثر الأشياء التي تستفز عواطف الطفل وتشعره بالغضب شعوره بالغيرة أو عدم اهتمام والديه به، وفي كثير من الأحيان تكون تصرفاته المزعجة ناتجة في أساسها عن هاتين المسألتين، ولذلك يجب استبعاد أسبابها لتجنب تصرفات الطفل المزعجة.

*تلبية رغباته وحاجاته:*

للأطفال العديد من الحاجات والكثير من الرغبات وحرمانه منها يجعله يشعر بالغضب والإحباط وبالتالي يلجأ لإزعاج الآخرين بطرق عديدة مثل التذمر أو الغضب حتى يحصل عليها، ويمكن من خلال إشباع حاجاته هذه ضمن حدود معينة أن نزيل أسباب تصرفاته المزعجة.

*عدم الإفراط في دلال الطفل:*

حيث أن الطفل المدلل الذي يشعر أنه يفقد دلاله هذا لأي سبب سوف يرى بأنه فقد قيمة معينة كان يتمتع بها، وهو يحاول من خلال إزعاج الآخرين أن يستعيد قيمته هذه، لذلك من الأجدى التعامل معه بطريقة متوازنة بين المحبة والواجبات منذ البداية.

أن يكون الطفل من النوع المزعج وخاصة بالنسبة لوالديه فهي مشكلة لا يستهان بها، وقد يكون لها آثار سلبية سواء على مستوى حاضر الأسرة بالنسبة للطفل ووالديه وطبيعة علاقتهم العاطفية أو الجو الأسري والمنزلي بشكل عام الذي سوف يكون دائماً مشحون بالقلق والتوتر، بالإضافة لآثار أكثر خطورة على مستوى شخصية الطفل بالمستقبل وتكوينه النفسي والعاطفي، ومن هنا كان لا بد من البحث في أسباب هذه المشكلة والتعرف على جوانبها وأشكالها بغية إيجاد أفضل الطرق في التعامل معها والتخفيف قدر المستطاع من آثارها وسلبياتها.

_______________________
إعداد أ/ مروان يحيى الشرعبي

المصدر منقول من كتابات / سامي بلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *